جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَوۡاْ كَيۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗا} (15)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ اللّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنّ نُوراً وَجَعَلَ الشّمْسَ سِرَاجاً * وَاللّهُ أَنبَتَكُمْ مّنَ الأرْضِ نَبَاتاً * ثُمّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نوح صلوات الله وسلامه عليه ، لقومه المشركين بربهم ، محتجا عليهم بحجج الله في وحدانيته : أَلمْ تَروْا أيها القوم فتعتبروا كَيْفَ خَلَقَ اللّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقا بعضها فوق بعض والطباق : مصدر من قولهم : طابقت مطابقة وطباقا . وإنما عني بذلك : كيف خلق الله سبع سموات ، سماء فوق سماء مطابقة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَلَمۡ تَرَوۡاْ كَيۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗا} (15)

وقرأ «ألم تروا » وقرأ «ألم يروا » على فعل الغائب و { طباقاً } قيل هو مصدر أي مطابقة أي جعل كل واحدة طبقاً للأخرى ونحو قول امرئ القيس : [ الرمل ]

طبق الأرض تجري وتدر{[11348]} . . . وقيل هو جمع طبق ، وهو نعت لسبع ، وقرأ ابن أبي عبلة ، «طباقٍ » بالخفض على النعت ل { سموات } .


[11348]:هذا عجز بيت جعله امرؤ القيس مطلع أبيات يصف فيها مطرا دام عليهم يوما وليلة، والبيت بتمامه: ديمة هطلاء فيها وطف طبق الأرض تحرى وتدر والديمة: المطر الذي دام يوما وليلة، أو يدوم طويلا في سكون، وهطلاء: تتابع ماؤها متفرقا، والوطف: القرب من الأرض مع كثرة الماء، فالسحابة التي ينزل منها المطر قريبة من الأرض وغزيرة الماء، وطبق الأرض: عمها وشملها كلها، وتحرى: تقصد حراهم وهو الفناء ومعنى تدر: تعتمد المكان وتثبت فيه.