فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَمۡ تَرَوۡاْ كَيۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗا} (15)

{ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ الله سَبْعَ سموات طِبَاقاً } الخطاب لمن يصلح له ، والمراد : الاستدلال بخلق السموات على كمال قدرته وبديع صنعه ، وأنه الحقيق بالعبادة ، والطباق المتطابقة بعضها فوق بعض كل سماء مطبقة على الأخرى كالقباب قال الحسن : خلق الله سبع سموات على سبع أرضين بين كل سماء وسماء ، وأرض وأرض خلق وأمر ، وقد تقدّم تحقيق هذا في قوله : { وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ } [ الطلاق : 12 ] وانتصاب { طباقاً } على المصدرية ، تقول : طابقه مطابقة وطباقاً ، أو حال بمعنى ذات طباق ، فحذف ذات وأقام طباقاً مقامه ، وأجاز الفراء في غير القرآن جرّ { طباقاً } على النعت .

/خ20