جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي غَمۡرَةٖ سَاهُونَ} (11)

وقوله : وَالّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ يقول تعالى ذكره : الذين هم في غمرة الضلالة وغَلَبتها عليهم متمادون ، وعن الحقّ الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم ساهون ، قد لَهُوا عنه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم في البيان عنه . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : الّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ يقول : في ضلالتهم يتمادَون .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : الّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ قال : في غفلة لاهون .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة الّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ يقول : في غمرة وشُبهة .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان غَمْرَةٍ ساهُونَ قال : في غفلة .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ قال : ساهون عما أتاهم ، وعما نزل عليهم ، وعما أمرهم الله تبارك وتعالى ، وقرأ قول الله جلّ ثناؤه بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا . . . الاَية ، وقال : ألا ترى الشيء إذا أخذته ثم غمرته في الماء .

حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ : قلبه في كِنانة .