اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي غَمۡرَةٖ سَاهُونَ} (11)

ثم يصفهم{[52704]} بأنهم في غمرة ساهون ، فقوله : «سَاهُونَ » يحتمل أن يكون خبراً بعد خبر والمبتدأ قوله «هم » ، والتقدير : هم كائنون في غَمْرَة ساهون ، كقولك : زَيدٌ جَاهلٌ جَائرٌ ، لا تقصد به وصف الجاهل بالجائر . ويحتمل أن يقال : «ساهون » خبر ، و«في غمرة » ظرف له ، كقولك : زَيْدٌ فِي بَيْتِهِ قَاعِدٌ فالخبر هو «قاعد » لا غير ، و«في بيته » بيان لطرف القعود ، فكذا قوله : «في غمرة » ظرف للسَّهْوَةِ{[52705]} .

واعلم إن وصف الخارص بالسهو دليل على أن الخراص صفة ذم يقال : تَخَرَّصَ عليه الباطل . قال المفسرون : هم الذين اقتسموا عِقَاب مكة ، فاقتسموا القول في النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصرفوا الناس عن دين الإسلام . وقال مجاهد : الكهنة الذين هم في غَمْرَة أي غَفْلة وعَمًى وجَهَالَةً «سَاهُونَ » غافلون عن أمر الآخرة . والسهو الغفلة عن الشيء وهو ذَهَابُ القلب عنه{[52706]} .


[52704]:في ب وصفهم.
[52705]:الذي يصحح وصف المعرفة بالجملة، قاله الرازي 28/198.
[52706]:وانظر: تفسير العلامتين البغوي والخازن في تفسيرهما 6/242.