التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ} (48)

{ والأرض فَرَشْنَاهَا } أى : وفرشنا الأرض بقدرتنا - أيضا - ، بأن مهدناها وبسطناها وجعلناها صالحة لمنفعتكم وراحتكم .

{ فَنِعْمَ الماهدون } نحن ، يقال : مهدت الفراش ، إذا بسطته ووطأته وحسنته .

وفى هاتين الآيتين ما فيهما من الدلالة على قدرة الله - تعالى - ورحمته بعباده ، حيث أوجد هذه السماء الواسعة التى تعتبر الأرض بما فيها كحلقة فى فلاة بالنسبة لها ، فهى تحوى مئات الملايين من النجوم المتناثرة فى أرجائها . . . . وأوجد - سبحانه - الأرض لتكون موطنا للإنسان ، ومنزلا لراحته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ} (48)

و «الماهد » المهيئ الموطئ للموضع الذي يتمهد ويفترش .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ} (48)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{و} في {والأرض} آية {فرشناها}... {فنعم الماهدون} يعني الرب تعالى نفسه...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"والأرْضَ فَرَشْناها "يقول تعالى ذكره: والأرض جعلناها فراشا للخلق.

"فَنِعْمَ المَاهِدونَ" يقول: فنعم الماهدون لهم نحن.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{والأرض فرشناها فنِعم الماهدون} أي بسطناها، ومهدناها.

{فنعم الماهدون} لكم الأرض حين مهدها لكم مبسوطة مفترشة؛ يجدونها كذلك ما كانوا، وأينما كانوا من غير تكلُّف، ويستعملونها كيف شاءوا في أي منتفعة شاءوا، والله أعلم.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

أي جعلناها مهاداً لكم ثم أثنى على نَفْسه قائلاً: {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}. دلَّ بهذا كلَّه على كمال قدرته، وعلى تمام فضله ورحمته...

فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني 1250 هـ :

وتمهيد الأمور: تسويتها وإصلاحها.

مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير لابن باديس 1359 هـ :

المعنى: إن الأرض التي أنتم متمكنون من الوجود على ظهرها، والسير في مناكبها والانتفاع بخيراتها، نحن فرشناها لكم، وهيأنا لكم أسباب الحياة والسعادة فيها، على أكمل وجه وأنفعه وأبدعه، مما نستحق به منكم الحمد والثناء.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا} أي مهّدناها وسهّلنا سبل الحياة فيها بمستوى يوفر لكل المخلوقات الحية وفي طليعتها الإنسان راحة العيش واطمئنانه، لما أودعه الله فيها من عناصر تتوقف عليها الحياة في باطنها وظاهرها، وفي جميع مفرداتها الحية وغير الحية، ما يجعل كل شيءٍ يتغذى ويستعين بشيء آخر، وبذلك تكون كلمة التمهيد كنايةً عن تسهيل العيش براحة طبيعية، {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} نحن، ما يفتح للإِنسان نافذةً للتفكير بعلاقة حياته بالله وارتباطها به، بحيث يشعر بعمق الحاجة إليه في كل أموره وأوضاعه، ليعيش حضور الله في كل مفردات الحياة في الأرض بطريقة مباشرةٍ أو غير مباشرة.