التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ} (41)

ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى بيان ما حل بقوم هود - عليه السلام - فتقول : { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الريح العقيم مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كالرميم } .

أى : وتركنا فى قصة عاد - أيضا - وهم قوم هود - عليه السلام - آية وعبرة ، وقت أن أرسلنا عليهم الريح العقيم .

أى : الريح الشديدة التى لا خير فيها من إنشاء مطر ، أو تلقيح شجر ، وهى ريح الهلاك وأصل العقم : اليبس المانع من قبول الأثر .

شبه - سبحانه - الريح التى أهلكتهم وقطعت دابرهم ، بالمرأة التى انقطع نسلها ، بجامع انعدام الأثر فى كل .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ} (41)

وقوله : { وفي عاد } عطف على قوله : { وفي موسى } ، و { عاد } هي قبيلة هود النبي عليه السلام .

و { العقيم } التي لا بركة فيها ولا تلقح شجراً ولا تسوق مطراً . وقال سعيد بن المسيب : كانت ريح الجنوب . وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : كانت نكباء{[10612]} . وهذا عندي لا يصح عن علي رضي الله عنه لأنه مردود بقوله صلى الله عليه وسلم : «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور »{[10613]} .


[10612]:الريح النكباء: ريح انحرفت ووقعت بين ريحين كالصبا والشمال، والجمع "نكب".
[10613]:أخرجه البخاري في الاستسقاء والمغازي وبدء الخلق والأنبياء، ومسلم في الاستسقاء، وأحمد في مسنده(1-223، 324، 355) عن ابن عباس رضي الله عنهما. ومعنى قول المؤلف قبل هذا الحديث:"لأنه يراد قول النبي صلى الله عليه وسلم" أنه يعارضه ويختلف عنه.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ} (41)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وفي عاد إذ أرسلنا عليهم} باليمن {الريح العقيم} التي تهلك ولا تلقح الشجر ولا تثير السحاب، وهي عذاب على من أرسلت عليه...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: وفِي عادٍ أيضا، وما فعلنا بهم لهم آية وعبرة.

"إذْ أرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرّيحَ العَقِيمَ" يعني بالريح العقيم: التي لا تلقح الشجر... عن ابن عباس، قوله: "الرّيحَ العَقِيمِ" قال: لا تلقح الشجر، ولا تثير السحاب...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{الريح العقيم}... تفسيرها ما ذكر في الآية التالية: {ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرّميم}... العقيم هو الذي لا خير فيه ولا بركة، أي عقِمَت عن الخيرات، ولذلك يقال للمرأة التي لا تلد والرجل الذي لا يولد له: العقيم لما أنه ليس منهما منفعة الولد ولا بركته، فعلى ذلك الريح العقيم، أي لا منفعة فيها ولا بركة. فأما للمؤمنين فهي نافعة حين أهلكت أعداءهم، ولم تُهلِكهم. وفي ذلك تطهير الأرض من نجاسة الكفر...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم}...

ذكر أن المقصود هاهنا تسلية قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتذكيره بحال الأنبياء، ولم يذكر في عاد وثمود أنبياءهم، كما ذكر إبراهيم وموسى عليهما السلام، نقول في ذكر الآيات ست حكايات: حكاية إبراهيم عليه السلام وبشارته، وحكاية قوم لوط ونجاة من كان فيها من المؤمنين، وحكاية موسى عليه السلام، وفي هذه الحكايات الثلاث ذكر الرسل والمؤمنين، لأن الناجين فيهم كانوا كثيرين، أما في حق إبراهيم وموسى عليهما السلام فظاهر، وأما في قوم لوط فلأن الناجين، وإن كانوا أهل بيت واحد، ولكن المهلكين كانوا أيضا أهل بقعة واحدة. وأما عاد وثمود وقوم نوح فكان عدد المهلكين بالنسبة إلى الناجين أضعاف ما كان عدد المهلكين بالنسبة إلى الناجين من قوم لوط عليه السلام. فذكر الحكايات الثلاث الأول للتسلية بالنجاة، وذكر الثلاث المتأخرة للتسلية بإهلاك العدو، والكل مذكور للتسلية بدليل قوله تعالى في آخر هذه الآيات: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون} إلى أن قال: {فتول عنهم فما أنت بملوم * وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. وفي هود قال بعد الحكايات: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك} إلى أن قال: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} فذكر بعدها ما يؤكد التهديد، وذكر بعد الحكايات هاهنا ما يفيد التسلي...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وفي عاد} أي آية عظيمة {إذ} أي حين {أرسلنا} بعظمتنا {عليهم} إرسال علو وأخذ {الريح} فأتتهم تحمل سحابة سوداء وهي تذرو الرمل وترمي بالحجارة على كيفية لا تطاق {العقيم} أي التي لا ثمرة لها فلا تلقح شجراً ولا تنشئ سحاباً ولا تحمل مطراً ولا رحمة فيها ولا بركة فلذلك أهلكهم هلاك الاستئصال.