السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ} (48)

{ والأرض فرشناها } أي : بسطناها ومهدناها بما لنا من العظمة ، فصارت ممهدة جديرة بأن تستقرّ عليها الأشياء ، وهي آية على تمهيد أرض الجنة وسقنا لأنهارها وغرسنا لأشجارها { فنعم } أي : فتسبب عن ذلك أن يقال : في وصفنا نعم { الماهدون } والمخصوص بالمدح محذوف لفهم المعنى ، أي : نحن لكمال قدرتنا فما نزل من السماء شيء ولا نبع من الأرض شيء إلا بإرادتنا واختيارنا وتقديرنا من الأزل لأنا إذا صنعنا شيئاً علمنا ما يكون منه من حين إنشائه إلى حين إفنائه ولا يكون شيء منه إلا بتقديرنا ، وذلك تذكير بالجنة والنار فما فيها من خير فهو آية على الجنة ، وما فيها من شر فهو آية على النار .