التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ} (24)

وقوله - سبحانه - { إِلاَّ مَن تولى وَكَفَرَ . فَيُعَذِّبُهُ الله العذاب الأكبر } كلام معترض بين قوله : { فذكر . . } وبين قوله - تعالى - بعد ذلك : { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } والاستثناء فيه استثناء منقطع ، و " إلا " بمعنى لكن ، و " مَنْ " موصولة مبتدأ . . والخبر . " فيعذبه الله العذاب الأكبر " .

أى : داوم - أيها الرسول الكريم - على التذكير . . لكن من تولى وأعرض عن تذكيرك وإرشادك ، وأصر على كفره ، فنحن الذين سنتولى تعذيبهم تعذيبا شديدا .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ} (24)

وقوله : { إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ } أي : تولى عن العمل بأركانه ، وكفر بالحق بجنانه ولسانه . وهذه كقوله : { فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } [ القيامة : 31 ، 32 ] ولهذا قال : { فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ }

قال الإمام أحمد :

حدثنا قتيبة ، حدثنا ليث ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن علي بن خالد{[30009]} أن أبا أمامة الباهلي مَرَّ على خالد بن يزيد بن معاوية ، فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ألا كلكم يدخل الجنة ، إلا من شَرَد على الله شَراد البعير على أهله " .

تفرد{[30010]} بإخراجه الإمام أحمد{[30011]} وعلي بن خالد هذا ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ، ولم يزد على ما هاهنا : " روي عن أبي أمامة ، وعنه سعيد بن أبي هلال " {[30012]} .


[30009]:- (4) في أ: "علي بن أبي خالد" والمثبت من "م" والمسند.
[30010]:- (5) في م: "انفرد".
[30011]:- (6) المسند (5/258).
[30012]:- (7) الجرح والتعديل (6/184) وقد ذكر الهيثمي في المجمع (10/403) "أنه ثقة".

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ} (24)

فيعذبه الله العذاب الأكبر يعني عذاب الآخرة وقيل متصل فإن جهاد الكفار وقتلهم تسلط وكأنه أوعدهم بالجهاد في الدنيا وعذاب النار في الآخرة وقيل هو استثناء من قوله فذكر أي فذكر إلا من تولى وأصر فاستحق العذاب الأكبر وما بينهما اعتراض ويؤيد الأول أنه قرىء إلا من تولى على التنبيه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ} (24)

ودخلت الفاء في الخبر وهو { فيعذبه اللَّه } إذ كان الكلام استدراكاً وكان المبتدأ موصولاً فأشبه بموقعه وبعمومه الشروط فأدخلت الفاء في جوابه ومثله كثير كقوله تعالى : { والذين قاتلوا في سبيل اللَّه فلن يضل أعمالهم } [ محمد : 4 ] . و { الأكبر } : مستعار للقوى المتجاوز حدّ أنواعه .