التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

وقوله - تعالى - : { وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } بيان لما وصل إليه هؤلاء الجاحدون من عناد وانصراف عن الحق .

وقوله { سواء } اسم مصدر بمعنى الاستواء ، والمراد به اسم الفاعل . أى : مستو .

أى : أن هؤلاء الذين جعلنا فى أعناقهم أغلالا . . وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ، مستو عندهم إنذارك إياهم وعدمه ، فهم - لسوء استعداداهم وفساد فطرهم - لا يؤمنون بالحق الذى جئتهم به سواء دعوتهم إليه أم لم تدعهم إليه ، وسواء خوفتهم بالعذاب أم لم تخوفهم به ، لأنهم ماتت قلوبهم ، وصارت لا تتأثر بشئ مما تدعوهم إليه . . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

وقوله : { وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } أي : قد ختم الله عليهم بالضلالة ، فما يفيد فيهم الإنذار ولا يتأثرون به .

وقد تقدم نظيرها في أول سورة البقرة ، {[24676]} وكما قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ } [ يونس : 96 ، 97 ] .


[24676]:- عند تفسير الآية السادسة.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

{ وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } سبق في سورة " البقرة " تفسيره .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

هذه مخاطبة لمحمد صلى الله عليه وسلم مضمنها تسلية عنهم أي أنهم قد حتم عليهم بالكفر فسواء إنذارك وتركه ، والألف في قوله في { أأنذرتهم } ألف التسوية لأنها ليست باستفهام بل المستفهم والمستفهَم مستويان في علم ذلك ، وقرأ الجمهور «آنذرتهم » بالمد ، وقرأ ابن محيصن والزهري «أنذرتهم » بهمزة واحدة على الخبر{[9776]} ، { وسواء } رفع بالابتداء ، وقوله { أأنذرتهم أم لم تنذرهم } جملة من فعلين متعادلين تقدر تقدير فعل واحد هو خبر الابتداء ، كأنه قال وسواء عليهم جميع فعلك ففسر هذا الجميع ب { أنذرتهم أم لم تنذرهم } ، ومثله قولهم : سواء عندي أقمت أم عقدت ، هكذا ذكر أبو علي في تحقيق الخبر في مثل هذا إذ من الأصول أن الابتداء هو الخبر والخبر هو الابتداء .


[9776]:قال أبو الفتح عثمان بن جني في(المحتسب):"الذي ينبغي أن يعتقد في ذلك أن يكون أراد الاستفهام كقراءة العامة[أأنذرتهم] إلا أنه حذف الهمزة تخفيفا وهو يريدها، كما قال الكميت: طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبا مني، وذو الشيب يلعب؟ قالوا: معناه: أو ذو الشيب يلعب؟ تناكرا لذلك وتعجبا، وكبيت الكتاب: لعمرك ما أدري وإن كنت داريا شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر؟ يريد: أشعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر؟. ويدل على إرادة الهمزة بقاء(أم) بعدها، ولو أراد الخبر لقال:"أو لم تنذرهم"، (راجع المحتسب2-205).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَسَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (10)

عطف على جملة { لا يبصرون } [ يس : 9 ] ، أي إنذارَك وعدمه سواء بالنسبة إليهم ، فحرف ( على ) معناه الاستعلاء المجازي وهو هنا الملابسة ، متعلق ب { سواء } الدال على معنى ( استوى ) ، وتقدم نظيرها في أول سورة البقرة .

وهمزة التسوية أصلها الاستفهام ثم استعملت في التسوية على سبيل المجاز المرسل ، وشاع ذلك حتى عدّت التسوية من معاني الهمزة لكثرة استعمالها في ذلك مع كلمة سواء وهي تفيد المصدرية . ولما استعملت الهمزة في معنى التسوية استعملت { أم } في معنى الواو ، وقد جاء على الاستعمال الحقيقي قول بُثيْنة :

سواء علينا يا جميلُ بن مَعمر *** إذَا مِتَّ بأساءُ الحياةِ ولينُها

وجملة { لا يؤمنون } مبيّنة استواء الإِنذار وعدمِه بالنسبة إليهم .