التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

ثم حكى - سبحانه - ما فعله نوح - عليه السلام - بعد أن صبر على إيذاء قومه فقال : { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فانتصر } .

أى : وبعد أن يئس نوح - عليه السلام - من إيمان قومه . . . تضرع إلى ربه قائلا : يارب إن قومى قد غلبونى بقوتهم وتمردهم . . . فانتصر لى منهم ، فأنت أقوى الأقوياء ، وأعظم نصير للمظلومين والمغلوبين على أمرهم من أمثالى .

وحذف متعلق " فانتصر " للإيجز . أى : فانتقم لى منهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ} (10)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فَدَعا رَبّهُ أني مَغْلُوبٌ فانْتَصِرْ "يقول تعالى ذكره: فدعا نوح ربه: إن قومي قد غلبوني، تمرّدا وَعتوّا، ولا طاقة لي بهم، فانتصر منهم بعقاب من عندك على كفرهم بك.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فدعا ربه أني مغلوب فانتصر} أي مغلوب بالسّفه والمكابرة وأنواع الأذى؛ إذ لا يحتمل أن يكون مغلوبا بالحُجج، {فانتصر} لعبدك عليهم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"فدعا " عند ذلك " ربه " فقال يا رب " اني مغلوب " قد غلبني هؤلاء الكفار بالقهر لا بالحجة "فانتصر" منهم بالإهلاك والدمار نصرة لدينك ونبيك.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

عندئذ عاد نوح إلى ربه الذي أرسله وكلفه مهمة التبليغ. عاد لينهي إليه ما انتهى إليه أمره مع قومه، وما انتهى إليه جهده وعمله؛ وما انتهت إليه طاقته ووسعه. ويدع له الأمر بعد أن لم تعد لديه طاقة لم يبذلها، وبعد أن لم تبق له حيلة ولا حول: (فدعا ربه: أني مغلوب. فانتصر). انتهت طاقتي...

.وغلبت على أمري. (أني مغلوب فانتصر).. انتصر أنت يا ربي. انتصر لدعوتك...

. وقد انتهى دوري!

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمغلوب مجاز، شبه يأسه من إجابتهم لدعوته بحال الذي قاتل أو صارع فغلبه مقاتله، وقد حكى الله تعالى في سورة نوح كيف سلك مع قومه وسائل الإقناع بقبول دعوته فأعيته الحيل. وحذف متعلق {فانتصر} للإِيجاز وللرعي على الفاصلة والتقدير: فانتصر لي، أي انصرني.