التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ لَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (77)

وقوله - تعالى - : { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤمِنِينَ } صفة أخرى من صفات القرآن الكريم الدالة على أنه من عند الله - تعالى - :

أى : وإن هذا القرآن لمن صفاته - أيضا - أننا جعلناه هداية للمؤمنين إلى الصراط المستقيم ، ورحمة لهم ينالون بسببها العفو والمغفرة من الله .

وخص هدايته ورحمته بالمؤمنين ، لأنهم هم الذين آمنوا به ، وصدقوا بما فيه ، وعملوا بأوامره ، واجتنبوا نواهيه ، وطبقوا على أنفسهم أحكامه ، وآدابه ، وتشريعاته .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ لَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (77)

59

( وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين ) . .

( هدى )يقيهم من الاختلاف والضلال ، ويوحد المنهج ، ويعين الطريق ، ويصلهم بالسنن الكونية الكبرى التي لا تختلف ولا تحيد ، ( ورحمة )يرحمهم من الشك والقلق والحيرة ، والتخبط بين المناهج والنظريات التي لا تثبت على حال ؛ ويصلهم بالله يطمئنون إلى جواره ويسكنون إلى كنفه ، ويعيشون في سلام مع أنفسهم ومع الناس من حولهم ، وينتهون إلى رضوان الله وثوابه الجزيل .

والمنهج القرآني منهج فريد في إعادة إنشاء النفوس ، وتركيبها وفق نسق الفطرة الخالصة ؛ حيث تجدها متسقة مع الكون الذي تعيش فيه ، متمشية مع السنن التي تحكم هذا الكون - في يسر وبساطة ، بلا تكلف ولا تعمل . ومن ثم تستشعر في أعماقها السلام والطمأنينة الكبرى ؛ لأنها تعيش في كون لا تصطدم مع قوانينه وسننه ولا تعاديه ولا يعاديها متى اهتدت إلى مواضع اتصالها به ، وعرفت أن ناموسها هو ناموسه . وهذا التناسق بين النفس والكون ، وذلك السلام الأكبر بين القلب البشري والوجود الأكبر ينبع منه السلام بين الجماعة ، والسلام بين البشر ، وتفيض منه الطمأنينة والاستقرار . . وهذه هي الرحمة في أشمل صورها ومعانيها . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ لَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ} (77)

ثم وصفه تعالى بأنه هدى ورحمة للمؤمنين ، كما أنه عمى على الكافرين المحتوم عليهم ومعنى ذلك أن كفرهم استتب مع قيام الحجة ووضوح الطريق فكثر عماهم بهذه الجهة .