التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ} (44)

ثم بين - سبحانه - مكانهم وهيئتهم فقال : { فِي جَنَّاتِ النعيم . على سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }

أى : هم فى جنات ليس فيها إلا النعيم الدائم ، وهم فى الوقت نفسه يجلسون على سرر متقابلين ، بأن تكون وجوههم متقابلة لا متدابرة ، فإن من شأن المتصافين أن يجلسوا متقابلين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ} (44)

وعلى ذكر عباد الله المخلصين - الذين استثناهم من تذوق العذاب الأليم - يعرض صفحة هؤلاء العباد المخلصين في يوم الدين . ويعود العرض متبعاً نسق الإخبار المصور للنعيم الذي يتقلبون في أعطافه - في مقابل ذلك العذاب الأليم للمكذبين - :

( أولئك لهم رزق معلوم . فواكه وهم مكرمون . في جنات النعيم . على سرر متقابلين . يطاف عليهم بكأس من معين . بيضاء لذة للشاربين . لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون . وعندهم قاصرات الطرف عين . كأنهن بيض مكنون . . . ) .

وهو نعيم مضاعف يجمع كل مظاهر النعيم . نعيم تستمتع به النفس ويستمتع به الحس . وتجد فيه كل نفس ما تشتهيه من ألوان النعيم .

فهم - أولاً - عباد الله المخلصون . وفي هذه الإشارة أعلى مراتب التكريم . وهم - ثانياً -( مكرمون )في الملأ الأعلى . وياله من تكريم ! ثم إن لهم( فواكه )وهم على ( سرر متقابلين ) . وهم يخدمون فلا يتكلفون شيئاً من الجهد في دار الراحة والرضوان والنعيم : ( يطاف عليهم بكأس من معين . بيضاء لذة للشاربين . لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون ) . . وتلك أجمل أوصاف الشراب ، التي تحقق لذة الشراب ، وتنفي عقابيله . فلا خمار يصدع الرؤوس ، ولا منع ولا انقطاع يذهب بلذة المتاع !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ} (44)

و «السرر » جمع سرير ، وقرأ أبو السمال «على سرَر » بفتح الراء الأولى ، وفي هذا التقابل حديث مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أحيان «وترفع عنهم ستور فينظر بعضهم إلى بعض ، ولا محالة أن بعض أحيانهم فيها متخيرون في قصورهم .