البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ} (44)

ثم أشرف المحل ، وهو السرر .

ثم لذة التآنس بأن بعضهم يقابل بعضاً ، وهو أتم السرور آنسة .

ثم المشروب ، وأنهم لا يتناولون ذلك بأنفسهم ، بل يطاف عليهم بالكؤوس .

ثم وصف ما يطاف عليهم به من الطيب وانتفاء المفاسد .

ثم ذكر تمام اللذة الجسمانية ، وختم بها كما بدأ باللذة الجسمانية من الرزق ، وهي أبلغ الملاذ ، وهي التآنس بالنساء .

وقرأ الجمهور : { على سرر } ، بضم الراء ؛ وأبو السمال : بفتحها ، وهي لغة بعض تميم ؛ وكلب يفتحون ما كان جمعاً على فعل من المضعف إذا كان اسماً .

واختلف النحويون في الصفة ، فمنهم من قاسها على الاسم ففتح ، فيقول ذلك بفتح اللام على تلك اللغة الثانية في الاسم .

ومنهم من خص ذلك بالاسم ، وهو مورد السماع في تلك اللغة .

وقيل : التقابل لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض .

وفي الحديث : « أنه في أحيان ترفع عنهم ستور فينظر بعضهم إلى بعض ولا محالة أن أكثر أحيانهم فيها قصورهم »