التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا} (12)

وقوله : { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أى : وجعلت له مالا كثيرا واسعا ، يمد بعضه بعضا ، فقوله : { مَّمْدُوداً } اسم مفعول من " مدَّ " الذى بمعنى أطال بأن شبهت كثرة المال ، بسعة مساحة الجسم .

أو من " مدَّ " الذى هو بمعنى زاد فى الشئ من مثله ، ومنه قولهم : مد الوادى النهر ، أى : مده بالماء زيادة على ما فيه .

قالوا : وكان الوليد من أغنى أهل مكة ، فقد كانت له أموال كثيرة من الإِبل والغنم والعبيد والبساتين وغير ذلك من أنواع الأموال .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا} (12)

11

( ذرني ومن خلقت وحيدا ) . .

والخطاب للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ومعناه خل بيني وبين هذا الذي خلقته وحيدا مجردا من كل شيء آخر مما يعتز به من مال كثير ممدود وبنين حاضرين شهود ونعم يتبطر بها ويختال ويطلب المزيد . خل بيني وبينه ولا تشغل بالك بمكره وكيده . فأنا سأتولى حربه . . وهنا يرتعش الحس ارتعاشة الفزع المزلزل ؛ وهو يتصور انطلاق القوة التي لا حد لها . . قوة الجبار القهار . . لتسحق هذا المخلوق المضعوف المسكين الهزيل الضئيل ! وهي الرعشة التي يطلقها النص القرآني في قلب القارئ والسامع الآمنين منها . فما بال الذي تتجه إليه وتواجهه !

ويطيل النص في وصف حال هذا المخلوق ، وما آتاه الله من نعمه وآلائه ، قبل أن يذكر إعراضه وعناده . فهو قد خلقه وحيدا مجردا من كل شيء حتى من ثيابه ! ثم جعل له مالا كثيرا ممدودا . ورزقه بنين من حوله حاضرين شهودا ، فهو منهم في أنس وعزوة . ومهد له الحياة تمهيدا ويسرها له تيسيرا . . ( ثم يطمع أن أزيد ) . . فهو لا يقنع بما أوتي ، ولا يشكر ويكتفي . . أم لعله يطمع في أن ينزل عليه الوحي وأن يعطى كتابا كما سيجيء في آخر السورة : ( بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) . . فقد كان ممن يحسدون الرسول[ صلى الله عليه وسلم ] على إعطائه النبوة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا} (12)

ثم رزقه الله ، { مَالا مَمْدُودًا } أي : واسعًا كثيرًا قيل : ألف دينار . وقيل : مائة ألف دينار . وقيل : أرضا يستغلها . وقيل غير ذلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا} (12)

والمال الممدود : قال مجاهد وابن جبير هو ألف دينار ، وقال سفيان : بلغني أنه أربعة آلاف دينار وقاله قتادة ، وقيل : عشرة آلاف دينار ، فهذا مد في العدد ، وقال النعمان بن بشير هي الأرض لأنها مدت ، وقال عمر بن الخطاب : المال الممدود الربع المستغل مشاهرة ، فهو مد في الزمان لا ينقطع .