اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَجَعَلۡتُ لَهُۥ مَالٗا مَّمۡدُودٗا} (12)

قوله تعالى : { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } ، أي : خولته ، وأعطيته مالاً ممدوداً .

قال ابن عباس : هو ما كان للوليد بين مكة والطائف من الإبل والنعم والخيول والعبيد والجواري .

وقال مجاهد وسعيد بن جبير وابن عباس - أيضاً - : ألف دينار{[58495]} .

وقال قتادة : ستة آلاف دينار{[58496]} .

وقال سفيان الثوري : أربعة آلاف دينار{[58497]} .

وقال الثوري - أيضاً - : ألف ألف دينار{[58498]} .

وقال ابن الخطيب{[58499]} : المال الممدود : هو الذي يكون له مدد يأتي منه الجزء بعد الجزء دائماً ، ولذلك فسره عمر - رضي الله عنه - غلة شهر بشهر وقال النعمان{[58500]} : الممدود بالزيادة كالزرع والضرع ، وأنواع التجارات .

قال مقاتل : كان له بستان لا ينقطع شتاء ولا صيفاً ، كما في قوله - عز وجل - :{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } [ الواقعة : 30 ] ، أي : لا ينقطع والذي يظهر أنه المال الكثير ، والتقديرات تحكم .


[58495]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/306) عن مجاهد وسعيد بن جبير ومثله عن ابن عباس وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/454) وعزاه إلى ابن المنذر.
[58496]:ذكره الماوردي (6/139) والقرطبي (19/47).
[58497]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/306).
[58498]:ذكره السيوطي (6/454) وعزاه إلى عبد بن حميد.
[58499]:ينظر الفخر الرازي 30/175.
[58500]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/306) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/454) وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه والدينوري في "المجالسة".