التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (43)

ويقال لهم - على سبيل التكريم والتشريف - { كلوا } أكلا مريئا { واشربوا } شربا { هنيئا } جزاء { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } فى الدنيا من أعمال صالحة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (43)

وهم يتلقون فوق هذا النعيم الحسي التكريم العلوي على مرأى ومسمع من الجموع : ( كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون . إنا كذلك نجزي المحسنين )ويا لطف هذا التكريم من العلي العظيم( ويل يومئذ للمكذبين ! ) . . يقابل هذا النعيم والتكريم !

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (43)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

من الحسنات في دار الدنيا.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقال لهم: كلوا أيها القوم من هذه الفواكه، واشربوا من هذه العيون كلما اشتهيتم هنيئا يقول: لا تكدير عليكم، ولا تنغيص فيما تأكلونه وتشربون منه، ولكنه لكم دائم لا يزول، ومريء لا يورثكم أذى في أبدانكم.

"بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ": هذا جزاء بما كنتم في الدنيا تعملون من طاعة الله، وتجتهدون فيما يقرّبكم منه.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

صورته صورة الأمر والمراد به الإباحة، وقال قوم: هو أمر على الحقيقة، لأن الله تعالى يريد منهم الأكل والشرب في الجنة، وإنهم إذا علموا ذلك زاد في سرورهم، فلا تكون إرادته لذلك عبثا.

وقيل: الهنئ: النفع الخالص من شائب الأذى، والشهوة: معنى في القلب إذا صادفت المشتهى كان لذة، وضده النفار، إذا صادفه كان ألما، وجاء الكلام على التقابل للكافرين من قوله (في ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب) مقابل أهل الجنة في ظلال قصور الجنة وأشجارها.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي: هم مستقرّون في ظلال، مقولا لهم ذلك.

لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن 741 هـ :

هذا القول يحتمل أن يكون من جهة الله تعالى بلا واسطة، وما أعظمها من نعمة أو يكون من جهة الملائكة على سبيل الإكرام.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما فهم من التعبير ب "في " -أنهم متمكنون من هذا جميعه تمكن المظروف من ظرفه، قال منبهاً على أنه أريد بالفاكهة جميع المآكل، وإنما عبر بها إعلاماً بأن كل أكل فيها تفكه ليس منه شيء لجلب نفع غير اللذة ولا دفع ضر: {كلوا} أي مقولاً لهم: تناولوا جميع المآكل على وجه التفكه والتلذذ لا لحفظ الصحة فإنها حاصلة بدونه {واشربوا} أي من جميع المشارب كذلك فإن عيونها ليست من الماء خاصة بل من كل شراب أكلاً وشرباً.

{هنيئاً} وزاد في نعيمهم بأن جعل ذلك عوضاً فقال: {بما كنتم} أي بجبلاتكم التي جبلتكم عليها.

{تعملون} أي في الدنيا من الأعمال الصالحة المبنية على أساس العلم الذي أفاد التصديق بالجنة فأوجب دخولها، كما أوجب تكذيب المجرمين بالنار دخولهم إياها وعذابهم بها، وتكذيبهم بالجنة طردهم عنها وحرمانهم لنعيمها جزاء وفاقاً.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهم يتلقون فوق هذا النعيم الحسي التكريم العلوي على مرأى ومسمع من الجموع (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون. إنا كذلك نجزي المحسنين)

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

المقصود من ذلك القول، كرامتهم بعرض تناول النعيم عليهم كما يفعله المضيف لضيوفه فالأمر في {كلوا واشربوا} مستعمل في العَرض. و {هنيئاً} دُعاء تكريم كما يقال للشارب أو الطعام في الدنيا: هَنيئاً مريئاً، كقوله تعالى: {فكلوه هنيئاً مريئاً} في سورة النساء (4). و {هنيئاً} وصف لموصوف غيرِ مذكور دل عليه فعل {كلوا واشربوا} وذلك الموصوف مفعول مطلق من {كلوا واشربوا} مُبيّن للنوع لقصد الدعاء مثل: سَقْياً ورَعياً، في الدعاء بالخير، وتَبّاً وسُحْقاً في ضده.

والباء في {بما كنتم تعملون} للسببية، أي لإِفادة تسبب ما بعدها في وقوع متعلَّقه أي كلوا واشربوا بسبب ما كنتم تعملون في الدنيا من الأعمال الصالحة وذلك من إكرامهم بأنْ جعل ذلك الإِنعام حقاً لهم.