ثم ساق - سبحانه - ما يدل على قدرته ، وبين أحوال الناس وأقسامهم يوم القيامة ، فقال - تعالى - : { الله يَبْدَأُ الخلق . . . . فِي العذاب مُحْضَرُونَ } .
أى : { الله } - تعالى - وحده هو { يَبْدَأُ الخلق } أى : ينشئه ويوجده على غير مثال سابق ، { ثُمَّ يُعِيدُهُ } أى : إلى الحياة مرة أخرى يوم القيامة { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } للحساب والجزاء ، فيجازى - سبحانه - كل إنسان بما يستحقه من ثواب أو عقاب .
وأفرد - سبحانه - : الضمير فى { يُعِيدُهُ } باعتبار لفظ الخلق . وجمعه فى قوله : { تُرْجَعُونَ } باعتبار معناه .
ومن هاتين الجولتين في أغوار الكون وأغوار التاريخ يردهم إلى الحقيقة التي يغفل عنها الغافلون . حقيقة البعث والمآب . وهي طرف من الحق الأكبر الذي يقوم عليه الوجود :
( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون ) . .
وهي حقيقة بسيطة واضحة . و الترابط والتناسق بين جزئيها أو بين حلقتيها واضح كذلك . فالإعادة كالبدء لا غرابة فيها . وهما حلقتان في سلسلة النشأة ، مترابطتان لا انفصام بينهما . والرجعة في النهاية إلى رب العالمين ، الذي أنشأ النشأة الأولى والنشأة الآخرة ، لتربية عباده ورعايتهم ومجازاتهم في النهاية على ما يعملون .
وعندما يصل السياق إلى البعث والمآب يعرض مشهدا من مشاهد القيامة ، ويرسم مصائر المؤمنين والمكذبين حين يرجعون ؛ ويكشف عن عبث اتخاذ الشركاء وسخف عقيدة المشركين :
القول في تأويل قوله تعالى : { اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمّ يُعِيدُهُ ثُمّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } .
يقول تعالى ذكره : الله تعالى يبدأ إنشاء جميع الخلق منفردا بإنشائه من غير شريك ولا ظهير ، فيحدثه من غير شيء ، بل بقدرته عزّ وجل ، ثم يعيد خلقا جديدا بعد إفنائه وإعدامه ، كما بدأه خلقا سويا ، ولم يك شيئا ثُمّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ يقول : ثم إليه من بعد إعادتهم خلقا جديدا يردّون ، فيحشرون لفصل القضاء بينهم و لِيَجْزِيَ الّذِينَ أسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا ، وَيَجْزِيَ الّذِينَ أحْسَنُوا بالحُسْنَى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.