تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (11)

الآية 11 وقوله تعالى : { الله يبدئ الخلق ثم يعيده } هذا في الظاهر دعوى ، لكنه قد بين في ما تقدم من الآيات ما يلزمهم بالإعادة( {[15921]} ) والإحياء من بعد الموت حين( {[15922]} ) قال : { أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } الآية [ الروم : 8 ] .

وفي قوله تعالى : { أو لم يسيروا في الأرض } وغيره( {[15923]} ) من الآيات ما ألزمهم من الآيات أنه لو لم يكن له إعادة وبعث كان خلقهم عبثا باطلا خارجا عن الحكمة . والقدرة في ابتداء الإنشاء ، إن لم تكن أكثر فلا تكون دون الإعادة . فمن ملك ، وقدر على الابتداء كان على الإعادة أقدر ؛ إذ إعادة الشيء عندكم أهون وأيسر من ابتداء الإنشاء على ما ذكر( {[15924]} ) في قوله : { وهو أهون عليه } [ الروم : 27 ] .

وقوله تعالى : { ثم إليه ترجعون } ذكر الإعادة والإحياء بعد الموت والرجوع إليه لما ذكرنا أن المقصود في خلقهم في هذه الدنيا الإعادة والإحياء . لذلك سمى الإعادة الرجوع إليه والمصير والبروز له ، وإن كانوا في جميع الأحوال صائرين إليه راجعين بارزين له خارجين .


[15921]:الباء ساقطة من الأصل وم.
[15922]:في الأصل وم: حيث.
[15923]:في الأصل وم: وغيرها.
[15924]:من م، في الأصل: ذكرتم.