نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (11)

ولما كان حاصل ما مضى أنه سبحانه وتعالى قادر على الإعادة{[52714]} كما قدر على الابتداء ، وكان للتصريح مع النفس حالة ليست لغيره ، قال ذاكراً نتيجة ما مضى ومحصله تصريحاً بالمقصود وتلخيصاً للدليل : { الله } أي المحيط علماً وقدرة{[52715]} { يبدأ الخلق } أي بدا منه ما رأيتم وهو يجدد في كل حين ما يريد من ذلك كما تشاهدون { ثم يعيده } بعد ما يبيده ، وترك توكيده{[52716]} إشارة إلى أنه غني عنه لأنه{[52717]} من القضايا المسلمة أن من اخترع شيئاً كان لا محالة قادراً على إعادته .

ولما كان الجزاء أمراً مهولاً ، أشار إليه بأداة التراخي فقال : { ثم إليه } أي{[52718]} لا إلى غيره { ترجعون* } معنى في أموركم كلها في الدنيا وإن كنتم لقصور النظر تنسبونها إلى الأسباب ، وحسا بعد قيام الساعة ، وقراءة الجماعة بالالتفات إلى الخطاب أبلغ لأنها أنص على المقصود ، وقرأ أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وروح{[52719]} عن يعقوب بالياء التحتانية على النسق الماضي .


[52714]:زيد في الأصل: قدر، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[52715]:زيد من ظ ومد.
[52716]:من ظ ومد، وفي الأصل: توليده.
[52717]:في ظ ومد: لأن.
[52718]:زيد من ظ ومد.
[52719]:من ظ ومد ونثر المرجان 5/280، وفي الأصل: رويس.