السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱللَّهُ يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (11)

ولما كان حاصل ما مضى أنه تعالى قادر على الإعادة كما قدر على الابتداء صرح بذلك في قوله تعالى : { الله } أي : المحيط علماً وقدرة { يبدأ الخلق } أي : بدأ منه ما رأيتم وهو يجدد في كل وقت ما يريد من ذلك كما تشاهدون { ثم يعيده } أي : خلقهم بعد موتهم أحياء ، ولم يقل يعيدهم لرده إلى الخلق { ثم إليه ترجعون } للجزاء فيجزيهم بأعمالهم ، وقرأ أبو عمرو وشعبة بالياء على الغيبة على النسق الماضي والباقون بالتاء على الخطاب أي : إليه ترجعون معنى في أموركم كلها في الدنيا وإن كنتم لقصور النظر تنسبونها للأسباب ، وحساً بعد قيام الساعة ، وهي أبلغ من القراءة الأولى ؛ لأنها أنص على المقصود .