التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

وقوله - تعالى - : { وَإِنَّهُ على ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أي : وإن الإِنسان على كنوده وجحوده لنعم ربه " لشهيد " ، أي : لشاهد على نفسه بذلك ، لظهور أثر هذه الصفة عليه ظهروا واضحا ، إذ هو عند لجاجه فى الطغيان يجحد الجلي من النعم ، ويعبد من دون خالقه أصناما ، مع أنه إذا سئل عن خالقه اعترف وأقر بأن خالقه هو الله - تعالى - ، كما قال - سبحانه - : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله } قال الإِمام الشيخ محمد عبده : قوله : { وَإِنَّهُ على ذَلِكَ لَشَهِيدٌ } أى : وإن الإِنسان لشهيد على كنوده ، وكفره لنعمة ربه ، لأنه يفخر بالقسوة على من دونه ، وبقوة الحيلة على من فوقه ، وبكثرة ما فى يده من المال مع الحذق فى تحصيله ، وقلما يفتخر بالمرحمة ، وبكثرة البذل - اللهم إلا أن يريد غشا للسامع - وفى ذلك كله شهادة على نفسه بالكنود ؛ لأن ما يفتخر به ليس من حق شكر النعمة ، بل من آيات كفرها .

ومنهم من يرى أن الضمير فى قوله - تعالى - هنا { وأنه } يعود على الخالق - سبحانه - أى : وإن الله - تعالى - لعليم ولشهيد على ما يسلكه هذا الإِنسان من جحود ، فيكون المقصود من الآية الكريمة التهديد والوعيد .

قالوا : والأول أولى ؛ لأنه هو الذى يتسق مع سياق الآيات ، ومع اتحاد الضمائر فيها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ} (7)

فتقوم عليه مقام الشاهد الذي يقرر هذه الحقيقة . وكأنه يشهد على نفسه بها . أو لعله يشهد على نفسه يوم القيامة بالكنود والجحود : ( وإنه على ذلك لشهيد ) . . يوم ينطق بالحق على نفسه حيث لا جدال ولا محال !