التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

{ وَيَقُولُونَ } أى : المشركون على سبيل الاستهزاء بما جئتهم به { متى هذا الوعد } الذى تعدنا به وهو قيام الساعة ، وما فيها من حساب وثواب وعقاب .

أخبرونا عنه - أيها المؤمنون - { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فيما تحدثوننا عنه ، وفيما تدعوننا إليه من إيمان .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَيَقُولُونَ مَتَىَ هََذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُل لّكُم مّيعَادُ يَوْمٍ لاّ تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } .

يقول تعالى ذكره : ويقول هؤلاء المشركون بالله إذا سمعوا وعيد الله الكفار وما هو فاعل بهم في معادهم مما أنزل الله في كتابه : مَتى هَذَا الوَعْدُ جائيا ، وفي أيّ وقت هو كائن إنْ كُنْتُمْ فيما تَعِدُوننا من ذلك صَادِقِينَ أنه كائن .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (29)

كان من أعظم ما أنكروه مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم القيامةُ والبعثُ ولذلك عقب إبطال قولهم في إنكار الرسالة بإبطال قولهم في إنكار البعث ، والجملة معطوفة على خبر { لكِنَّ } [ سبأ : 28 ] . والتقدير : ولكن أكثر الناس لا يعلمون حق البشارة والنذارة ويتهكمون فيسألون عن وقت هذا الوعد الذي هو مظهر البشارة والنذارة . ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة والواو للاستئناف .

وضمير { يقولون } عائد إلى المحاجّين من المشركين الذين صدرت عنهم هذه المقالة . وصيغة المضارع في { يقولون } تفيد التعجيب من مقالتهم كقوله تعالى : { يجادلنا في قوم لوط } [ هود : 74 ] مع إفادتها تكرر ذلك القول منهم وتجدّده .