التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِينَ} (60)

ثم بين - سبحانه - بعد ذلك ما حدث من فرعون وقومه ، وما قاله بنو إسرائيل عندما شاهدوهم ، فقال - تعالى - { فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ } .

أى : أخرجنا فرعون وقومه من أموالهم ومساكنهم . . . فساروا مسرعين خلف موسى ومن معه ، { فَأَتْبَعُوهُم } أى : فلحقوا بهم { مُّشْرِقِينَ } أى : فى وقت شروق الشمس يقال : أشرق فلان إذا دخل فى وقت الشروق ، كأصبح إذا دخل فى وقت الصباح .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِينَ} (60)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَأَخْرَجْنَاهُمْ مّن جَنّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُم مّشْرِقِينَ } .

يقول تعالى ذكره : فأخرجنا فرعون وقومه من بساتين وعيون ماء ، وكنوز ذهب وفضة ، ومقام كريم . قيل : إن ذلك المقام الكريم : المنابر . وقوله كَذلكَ يقول : هكذا أخرجناهم من ذلك كما وصفت لكم في هذه الاَية والتي قبلها وأوْرَثْناها يقول : وأورثنا تلك الجنات التي أخرجناهم منها والعيون والكنوز والمقام الكريم عنهم بهلاكهم بني إسرائيل . وقوله : فَأتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ فأتبع فرعون وأصحابه بني إسرائيل ، مشرقين حين أشرقت الشمس ، وقيل حين أصبحوا .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثني أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد فَأتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ قال : خرج موسى ليلاً ، فكسف القمر وأظلمت الأرض ، وقال أصحابه : إن يوسف أخبرنا أنا سَننجي من فرعون ، وأخذ علينا العهد لنخرجنّ بعظامه معنا ، فخرج موسى ليلته يسأل عن قبره ، فوجد عجوزا بيتها على قبره ، فأخرجته له بحكمها ، وكان حكمها أو كلمة تشبه هذا ، أن قالت : احملني فأخرجني معك ، فجعل عظام يوسف في كسائه ، ثم حمل العجوز على كسائه ، فجعله على رقبته ، وخيل فرعون هي ملء أعنتها حضرا في أعينهم ، ولا تبرح ، حُبست عن موسى وأصحابه حتى تواروا .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مجاهد ، قوله فَأتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ قال : فرعون وأصحابه ، وخيل فرعون في مل أعنتها في رأي عيونهم ، ولا تبرح ، حبست عن موسى وأصحابه حتى تواروا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِينَ} (60)

و { مشرقين } ، معناه عند شروق الشمس ، أي حين دخلوا فيه ، وقيل معناه نحو الشرق ، وقرأ الحسن «فاتّبعوهم » بصلة الألف وشد التاء{[8938]} ، والجمهور على قطع الألف وسكون التاء .


[8938]:في الأصول: "بصلة الألف وسكون التاء"، والتصويب عن البحر المحيط، وهي أيضا قراءة الذماري.