الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِينَ} (60)

قوله : { فَأَتْبَعُوهُم } : العامَّةُ بقطع الهمزة مِنْ أَتْبَعَه أي : ألحقه نفسَه ، فحذف الثاني ، وقيل : يُقال : أتبعه بمعنى اتَّبعه بوصل الهمزة أي : لحقه ، والحسن والحارث الذماري بوصِلها وتشديدِ التاءِ وهي بمعنى اللَّحاق .

قوله : { مُّشْرِقِينَ } منصوبٌ على الحالِ . والظاهرُ أنه من الفاعلِ . ومعنى مُشْرِقين أي : داخِلين في وقتِ الشروقِ كأصبح وأمسى أي : دخَلَ في هذين الوقتين ، وقيل : داخلين نحو : المَشْرق كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ ، وقيل : مُشْرقين بمعنى مُضيئين . وفي التفسير : أنَّ بني إسرائيل كانوا في نُوْر ، والقِبْطَ في ظُلمة ، فعلى هذا يكون " مُشْرِقين " حالاً من المفعول ، وعندي أنه يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً من الفاعل والمفعول ، إذا جَعَلْنا " مُشرِقين " داخلين في وقتِ الشُّروق ، أو في مكانٍ المَشْرِق ؛ لأنَّ كلاً من القبيلين كان داخِلاً في ذلك الزمانِ ، أو في ذلك المكان .