اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَتۡبَعُوهُم مُّشۡرِقِينَ} (60)

قوله : «فَأَتْبَعُوهُمْ » . قرأ العامة بقطع الهمزة من «أَتْبعه » أي : ألحقه نفسه ، فحذف الثاني{[37217]} . وقيل : يقال : أَتْبعه بمعنى «اتبعه » بوصل الهمزة ، أي : لحقه{[37218]} .

وقرأ الحسن والحارث الذَّمَّارِيّ بوصلها وتشديد التاء{[37219]} ، وهي بمعنى اللحاق .

وقوله : «مُشْرِقِينَ » أي : داخلين في وقت الشروق من : شَرَقت الشمس شروقاً : إذا طلعت{[37220]} ك «أصبح ، وأمسى » : إذا دخل في هذين الوقتين . وقيل : داخلين نحو المشرق ك «أَنْجَد ، وأَتْهَم » . و{[37221]} «مُشْرِقِين » منصوب على الحال ، والظاهر أنه من الفاعل{[37222]} . وقيل : «مُشْرِقِين » بمعنى : مضيئين . وفي التفسير : أنّ بني إسرائيل كانوا في نور ، والقبط في ظلمة ، فعلى هذا يكون «مُشْرِقِين » حالاً من المفعول{[37223]} . قال شهاب الدين : وعندي أنه يجوز أن يكون حالاً من الفاعل والمفعول إذا جعلنا «مُشْرِقِين » : داخلين في وقت الشروق ، أو في مكان المشرق ، لأن كلاً من القبيلين كان داخلاً في ذلك الزمان ، أو في ذلك المكان{[37224]} .


[37217]:فتكون الهمزة للتعدية إلى المفعول الثاني، كقولهم: وأتبعه الشيء جعله له تابعاً. انظر اللسان (تبع).
[37218]:انظر اللسان (تبع).
[37219]:المختصر (107)، البحر المحيط 7/19، الإتحاف 332.
[37220]:انظر الكشاف 3/116.
[37221]:و: سقط من ب.
[37222]:انظر البحر المحيط 7/19.
[37223]:المرجع السابق.
[37224]:الدر المصون 5/155-176.