وقوله : { مِن فِرْعَوْنَ } بدل من العذاب على حذف المضاف ، والتقدير : من عذاب فرعون . . أو على المبالغة كأن فرعون نفس العذاب ، لإفراطه فى تعذيبهم وإهانتهم .
ثم بين - سبحانه - حال فرعون فقال : { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ المسرفين } أى : نجيناهم من فرعون الذى كان متكبرا متجبرا ، ومن المسرفين فى فعل الشرور ، وفى ارتكاب القبائح . .
وقوله : مِنْ فِرْعَوْنَ إنّهُ كانَ عالِيا مِنَ المُسْرِفِينَ يقول تعالى ذكره : ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب من فرعون ، فقوله : مِنْ فِرْعَوْنَ مكرّرة على قوله : مِنَ العَذَابِ المُهِينِ مبدلة من الأولى . ويعني بقوله : إنّهُ كانَ عالِيا مِنَ المُسْرِفِينَ إنه كان جبارا مستعليا مستكبرا على ربه ، مِنَ المُسْرِفِينَ يعني : من المتجاوزين ما ليس لهم تجاوزه . وإنما يعني جلّ ثناؤه أنه كان ذا اعتداء في كفره ، واستكبار على ربه جلّ ثناؤه .
{ من فرعون } بدل من { العذاب } على حذف المضاف ، أو جعله عذابا لإفراطه في التعذيب ، أو حال من المهين بمعنى واقعا من جهته .
وقرئ { من فرعون } على الاستفهام تنكير له لنكر ما كان عليه من الشيطنة . { إنه كان عاليا } متكبرا . { من المسرفين } في العتو والشرارة ، وهو خبر ثان أي كان متكبرا مسرفا ، أو حال من الضمير في { عاليا } أي كان رفيع الطبقة من بينهم .
وقوله : { من فرعون } الأظهر أن يكون بدلاً مطابقاً للعذاب المهين فتكون { مِن } مؤكدة ل { من } الأولى المعدية ل { نجينا } لأن الحرف الداخل على المبدل منه يجوز أن يدخل على البدل للتأكيد . ويحسن ذلك في نكت يقتضيها المقام وحسنّه هنا ، فأظهرت { مِن } لخفاء كون اسم فرعون بدلاً من العذاب تنبيهاً على قصد التهويل لأمر فرعون في جَعل اسمه نفس العذاب المَهِين ، أي في حال كونه صادراً من فرعون .
وجملة { إنه كان عالياً } مستأنفة استئنافاً بيانياً لبيان التهويل الذي أفاده جعل اسم فرعون بدلاً من العذاب المهين . والعالي : المتكبر العظيم في الناس ، قال تعالى : { إن فرعون علا في الأرض } [ القصص : 4 ] .
و { من المسرفين } خبر ثان عن فرعون ، والإسراف : الإفراط والإكثار . والمراد هنا الإكثار في التعالي ، يراد الإكثار في أعمال الشر بقرينة مقام الذم . و { من المسرفين } أشد مبالغة في اتصافه بالإسراف من أن يقال : مسرفاً ، كما تقدم في قوله تعالى : { قال أعوذ بالله أنْ أكونَ من الجاهلين } في سورة البقرة ( 67 ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.