قوله : «من فرعون » فيه وجهان :
أحدهما : أنه بدل من «العذاب » ، إمَّا على حذف مضاف ، أي من عَذَابِ فِرْعَوْنَ ، وإما على المبالغة جعل نفس العذاب ، فأبدله منه .
والثاني : أنه حال من العذاب تقديره : صادراً مِنْ فِرْعَوْنَ{[50359]} . وقرأ عبد الله : مِنْ عَذَاب المُهِينِ{[50360]} ، وهي من إضافة الموصوف لصفته ، إذ الأصل : العذاب المهين كالقراءة المشهورة . وقرأ ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[50361]} مَنْ فِرْعَوْنُ ؟ بفتح الميم «من »{[50362]} ورفع فرعون على الابتداء والخَبَر ، وهو استفهام تحقير ، كقولك : مَنْ أَنْتَ وَزَيْداً{[50363]} ؟ ثم بين حالة بالجملة بعد قوله : { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ المسرفين } . والتقدير : هل تعرفون من هو في عُتُوه وشَيْطَنَته ؟ ثم عرف حاله بقوله : { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ المسرفين } أي كان عالي الدرجة في طبقة المسرفين ، ويجوز أن يكون المراد إنه كان عالياً كقوله : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرض } [ القصص : 4 ] وكان أيضاً مسرفاً ومن إسرافه أنه كان على حقارته وخسته ادَّعى الإلهية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.