التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ} (8)

{ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } أى : خفت موازين حسناته ، وثقلت موازين سيئاته .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ} (8)

وقوله : { وَأمّا مَنْ خَفّتْ مَوَازِينُهُ فأُمّهُ هاوِيَةٌ } يقول : وأما من خفّ وزن حسناته ، فمأواه ومسكنه الهاوية ، التي يهوي فيها على رأسه في جهنم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { وَأمّا مَنْ خَفّتْ مَوَازِينُهُ فأُمّهُ هاويَةٌ } وهي النار ، هي مأواهم .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { فَأُمّهُ هاوِيَةٌ } قال : مصيره إلى النار ، هي الهاوية . قال قتادة : هي كلمة عربية ، كان الرجل إذا وقع في أمر شديد ، قال : هوت أمه .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الأشعث بن عبد الله الأعمى ، قال : إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين ، فيقولون : رَوّحوا أخاكم ، فإنه كان في غمّ الدنيا . قال : ويسألونه ما فعل فلان ؟ فيقول : مات ، أَو مَا جاءكم ؟ فيقولون : ذهبوا به إلى أمّه الهاوية .

حدثني إسماعيل بن سيف العجليّ ، قال : حدثنا عليّ بن مُسْهِر ، قال : حدثنا إسماعيل ، عن أبي صالح ، في قوله { فَأُمّهُ هاوِيَةٌ } قال : يهوُون في النار على رؤوسهم .

حدثنا ابن سيف ، قال : حدثنا محمد بن سَوّار ، عن سعيد ، عن قتادة { فَأُمّهُ هاوِيَةٌ } قال : يهوى في النار على رأسه .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَأُمّهُ هاوِيَةٌ } قال : الهاوية : النار هي أمّه ومأواه التي يرجع إليها ، ويأوي إليها ، وقرأ : { وَمأوَاهُمُ النّارُ } .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { فَأُمّهُ هاوِيَةٌ } وهو مثلها ، وإنما جعل النار أمّه ؛ لأنها صارت مأواه ، كما تؤوي المرأة ابنها ، فجعلها إذ لم يكن له مأوى غيرها ، بمنزلة أمّ له .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ} (8)

{ وأما من خفت موازينه } بأن لم يكن له حسنة يعبأ بها ، أو ترجحت سيئاته على حسناته .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ} (8)

و «الموازين » : هي التي في القيامة ، فقال جمهور العلماء والفقهاء والمحدثين : ميزان القيامة بعمود ، ليبين الله أمر العباد بما عهدوه وتيقنوه . وقال مجاهد : ليس تم ميزان ؛ إنما هو العدل ، مثل ذكره بالميزان ؛ إذ هو أعدل ما يدري الناس ، وجمعت الموازين للإنسان لما كانت له موزونات كثيرة متغايرة ، وثقل هذا الميزان هو بالإيمان والأعمال ، وخفته بعدمها وقلتها ، ولن يخف خفة موبقة ميزان مؤمن .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ} (8)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وأما من خفّ وزن حسناته ، فمأواه ومسكنه الهاوية ، التي يهوي فيها على رأسه في جهنم . ...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

مَنْ خَفَّتْ موازينه من الطاعات - وهم الكفارُ - فمأواه هاوية . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ وأما من خفت } أي طاشت { موازينه } أي بأن غلبت سيئاته ، أو لم تكن له حسنة لاتباعه الباطل ، وخفته عليه في الدنيا . ...

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

يقال : خف ميزانه : أي سقطت قيمته ، فكأنه ليس بشيء حتى لو وضع في كفة ميزان لم يرجح بها على أختها ، ومن كان في الدنيا كثير الشر ، قليل فعل الخير ، فدسّى نفسه بالشرك واجتراح المعاصي ، وعاث في الأرض فسادا ، لم يكن شيئا ، فلا ترجح له كفة ميزان لو وضع فيها . وعلى الجملة فعلينا أن نؤمن بما ذكره الله من الميزان في هذه الآية ، وفي قوله : { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة } [ الأنبياء : 47 ] ومن وزن الأعمال ، وتمييز مقدار لكل عمل ، وليس علينا أن نبحث وراء ذلك ، فلا نسأل كيف يزن ، ولا كيف يقدر ؟ فهو أعلم بغيبه ، ونحن لا نعلم . ....

التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :

وأما من رجحت سيئاته على حسناته ، فخفت كفة الحسنات في ميزانه ، فالنار هي أمه ومأواه كما قال ابن زيد وقتادة ، وبذلك يكون قوله تعالى هنا : { وما أدراك ماهيه10 نار حامية11 } ، تفسيرا قرآنيا " للهاوية " ....

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } وهو الذي عاش الحياة عبثاً ولهواً واستغراقاً في شهواته ولذاته ، وإخلاداً إلى الأرض في كل أوضاعها المادية .... فإنه لا يملك أيّ وزن للقيمة في ميزان التقويم الأخروي عند الله سبحانه ، وهذا هو الذي يجعل الجزاء في صورة العمل . ...