التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ} (242)

ثم ختم - سبحانه - هذه الآيات المتعلقة بأحكام الأسرة بقوله : { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون } .

أي : مثل هذا البيان الحكيم الواضح الذي بين الله لكم به الأحكام السابقة ، يبين لكم جميع آياته وأحكامه التي أنتم في حاجة إليها كلي تفهموا ما فيها وتعقلوه وتعملوا به فتنالوا السعادة في الدنيا والآخرة .

وإلى هنا تكون السورة قد بينت لنا في أكثر من عشرين آية بعض الأحكام التي تتعلق بالأسرة وصيانتها وسعادتها بأسلوب مؤثر حكيم وبطريقة تهدى إلى أفضل الأخلاق ، وأقوم العلاقات بين الأفراد والجماعات ، وإن المتأمل في هذه الآيات وما اشتملت عليه من توجيهات سامية ليوقن بأن هذا القرآن إنما هو من عند الله ، الذي شرع لعباده ما فيه صلاحهم وسعادتهم .

وبعد هذا البيان الحكيم عن الأسرة وما يتعلق بها من زواج وطلاق وغير ذلك ، ساق القرآن من القصص ما من شأنه أن يدعو إلى التذكر والاعتبار ويحرض على الجهاد في سبيل الله ، ويحمل المتأملين في توجيهاته على إقامة الأسرة على أقوى الدعائم ، وأفضل المبادئ التي بها تنال الأمم عزتها وكرامتها وسعادتها . فقال - تعالى - :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين خَرَجُواْ . . . }