الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فِي جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ} (43)

فسر الرزق المعلوم بالفواكه : وهي كل ما يتلذذ به ولا يتقوّت لحفظ الصحة ، يعني أن رزقهم كله فواكه ، لأنهم مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات ، بأنهم أجسام محكمة مخلوقة للأبد ، فكل ما يأكلونه يأكلونه على سبيل التلذذ . ويجوز أن يراد : رزق معلوم منعوت بخصائص خلق عليها : من طيب طعم ، ورائحة ، ولذة ، وحسن منظر . وقيل : معلوم الوقت ، كقوله : { وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } [ مريم : 62 ] وعن قتادة : الرزق المعلوم الجنة وقوله { فِي جنات } يأباه وقوله : { وَهُم مُّكْرَمُونَ } هو الذي يقوله وعن العلماء في حدّ الثواب على سبيل المدح والتعظيم ، وهو من أعظم ما يجب أن تتوق إليه نفوس ذوي الهمم ، كما أنّ من أعظم ما يجب أن تنفر عنه نفوسهم هوان أهل النار وصغارهم .