الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَمۡ تَأۡمُرُهُمۡ أَحۡلَٰمُهُم بِهَٰذَآۚ أَمۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ} (32)

{ أحلامهم } عقولهم وألبابهم . ومنه قولهم : أحلام عاد . والمعنى : أتأمرهم أحلامهم بهذا التناقض في القول ، وهو قولهم : كاهن وشاعر ، مع قولهم مجنون . وكانت قريش يدعون أهل الأحلام والنهى { أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ } مجاوزون الحدّ في العناد مع ظهور الحق لهم .

فإن قلت : ما معنى كون الأحلام آمرة ؟ قلت : هو مجاز لأدائها إلى ذلك ، كقوله تعالى : { أصلواتك تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا } [ هود : 87 ] وقرىء : «بل هم قوم طاغون » .