الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها 62 وقيل 61 آية

( النجم ) : الثريا ، وهو اسم غالب لها . قال :

إذَا طَلَعَ النَّجْمُ عِشَاءَ *** إبْتَغَى الرَّاعِي كِسَاءَ

أو جنس النجوم . قال :

فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ فِي مُسْتَحِيرَةٍ ***

يريد النجوم { إِذَا هوى } إذا غرب أو انتثر يوم القيامة . أو النجم الذي يرجم به إذا هوى : إذا انفض . أو النجم من نجوم القرآن ، وقد نزل منجماً في عشرين سنة ، إذا هوى : إذا نزل . أو النبات إذا هوى : إذا سقط على الأرض . وعن عروة بن الزبير : أنّ عتبة بن أبي لهب وكانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الخروج إلى الشام ، فقال : لآتينّ محمداً فلأوذينه ؛ فأتاه فقال : يا محمد ، وهو كافر بالنجم إذا هوى ، وبالذي دنا فتدلى ، ثم تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وردّ عليه ابنته وطلقها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم سلط عليه كلباً من كلابك ، وكان أبو طالب حاضراً ، فوجم لها وقال : ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة ! فرجع عتبة إلى أبيه ، فأخبره ، ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلاً ، فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم : إن هذه أرض مسبعة ، فقال أبو لهب لأصحابه : أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة ، فإني أخاف على ابني دعوة محمد ، فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم ؛ وأحدقوا بعتبة ، فجاء الأسد يتشمم وجوههم ، حتى ضرب عتبة فقتله . وقال حسان :

مَنْ يَرْجِعُ الْعَامَ إِلى أَهْلِهِ *** فَمَا أَكِيلُ السَّبْعِ بِالرَّاجِعِ