مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي [إخفاء]  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

المسألة الخامسة : كيف قال : { تربصوا } بلفظ الأمر وأمر النبي صلى الله عليه وسلم يوجب المأمور ( به ) أو يفيد جوازه ، وتربصهم ذلك كان حراما ؟ نقول ذلك ليس بأمر وإنما هو تهديد معناه تربصوا ذلك فإنا نتربص الهلاك بكم على حد ما يقول السيد الغضبان لعبده افعل ما شئت فإني لست عنك بغافل وهو أمر لتهوين الأمر على النفس ، كما يقول القائل لمن يهدده برجل ويقول أشكوك إلى زيد فيقول اشكني أي لا يهمني ذلك وفيه زيادة فائدة ، وذلك لأنه لو قال لا تشكني لكان ذلك دليل الخوف وينافيه معناه ، فأتى بجواب تام من حيث اللفظ والمعنى ، فإن قيل لو كان كذلك لقال تربصوا أو لا تربصوا كما قال : { فاصبروا أو لا تصبروا } نقول ليس كذلك لأنه إذا قال القائل فيما ذكرناه من المثال اشكني أو لا تشكني يكون ذلك مفيدا عدم خوفه منه ، فإذا قال اشكني يكون أدل على عدم الخوف ، فكأنه يقول أنا فارغ عنه ، وإنما أنت تتوهم أنه يفيد فافعل حتى يبطل اعتقادك .

المسألة السادسة : في قوله تعالى : { فإني معكم من المتربصين } وهو يحتمل وجوها : ( أحدها ) إني معكم من المتربصين أتربص هلاككم وقد أهلكوا يوم بدر وفي غيره من الأيام هذا ما عليه الأكثرون والذي نقوله في هذا المقام هو أن الكلام يحتمل وجوها وبيانها هو أن قوله تعالى : { نتربص به ريب المنون } إن كان المراد من المنون الموت فقوله { إني معكم من المتربصين } معناه إني أخاف الموت ولا أتمناه لا لنفسي ولا لأحد ، لعدم علمي بما قدمت يداه وإنما أنا نذير وأنا أقول ما قال ربي { أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } فتربصوا موتي وأنا متربصه ولا يسركم ذلك لعدم حصول ما تتوقعون بعدي ، ويحتمل أن يكون كما قيل تربصوا موتي فإني متربص موتكم بالعذاب ، وإن قلنا المراد من ريب المنون صروف الدهر فمعناه إنكار كون صروف الدهر مؤثرة فكأنه يقول أنا من المتربصين حتى أبصر ماذا يأتي به دهركم الذي تجعلونه مهلكا وماذا يصيبني منه ، وعلى التقديرين فنقول النبي صلى الله عليه وسلم يتربص ما يتربصون ، غير أن في الأول : تربصه مع اعتقاد الوقوع ، وفي الثاني : تربصه مع اعتقاد عدم التأثير ، على طريقة من يقول أنا أيضا أنتظر ما ينتظره حتى أرى ماذا يكون منكرا عليه وقوع ما يتوقع وقوعه ، وإنما هذا لأن ترك المفعول في قوله { إني معكم من المتربصين } لكونه مذكورا وهو ريب المنون أولى من تركه وإرادة غير المذكور وهو العذاب ( الثاني ) أتربص صروف الدهر ليظهر عدم تأثيرها فهو لم يتربص بهم شيئا على الوجهين ، وعلى هذا الوجه يتربص بقاءه بعدهم وارتفاع كلمته فلم يتربص بهم شيئا على الوجوه التي اخترناها فقال : { إني معكم من المتربصين } .

 
المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

30 - بل أيقولون هو شاعر ، ننتظر به نزول الموت ؟ ، قل تهديداً لهم ، انتظروا فإني معكم من المنتظرين عاقبة أمري وأمركم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

{ قل تربصوا فإني معكم من المتربصين } أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكي .

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

نتربص به حوادث الأيام ؛ فإنّ مِثْل هذا لا يدوم ، وسيموت كما مات مِنْ قبْله كُهّانٌ وشعراء .

ويقال : قالوا : إنَّ أباه مات شابّاً ، ورَجَوْا أَنْ يموت كما مات أبوه ، فقال تعالى : { قُل تَرَبَّصُواْ . . . } فإننا منتظرون ، وجاء في التفسير أَنّ جميعَهم ماتوا . فلا ينبغي لأحدٍ أن يُؤمِّلَ موتَ أحدٍ . فَقَلْ مَن تكون هذه صَنعتُه إلاّ سَبَقَتْه المَنيَّةُ - دون أَنْ يُدْرِكَ ما يتمنّاه مِنْ الأمنيّة .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

قل لهم أيها الرسول : انتظِروا ، فإني معكم من المنتظرين .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

{ قُلْ تَرَبَّصُواْ } تهكم بهم ، وتهديد لهم { فإني مَعَكُمْ مّنَ المتربصين } أتربص هلاككم كما تتربصون هلاكي ، وفيه عدة كريمة بإهلاكهم .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

المعنى :

وقوله تعالى قل تربصوا أي ما دمتم قد رأيتهم التربص بي فتربصوا فإني معكم من المتربصين .