الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قُلۡ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ} (31)

فَكَثُرَتْ آراؤُهم في النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قال قائل منهم : تَرَبَّصُوا به ( رَيْبَ المَنُونِ ) أي : حوادِثَ الدهر ، فَيَهْلِكَ كما هَلَكَ من قبله من الشُّعَرَاءِ : زُهَيْرٌ ، والنَّابِغَةُ ، وَالأَعْشَى ، وغيرُهم ، فافترقوا على هذه المقالة ، فنزلت الآية في ذلك ، والتَّرَبُّصُ : الانتظار ، والمنون : من أسماء الموت ، وبه فسر ابن عباس ، وهو أيضاً من أسماء الدهر ، وبه فَسَّرَ مجاهد ، والرَّيْبُ هنا : الحوادث والمصائب : ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّما فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يَرِيبُنِي مَا رَابَهَا » الحديثَ .

وقوله : { قُلْ تَرَبَّصُواْ } وعيد في صيغة أمر .