مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖۖ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ} (20)

وأما في السرر فذكر أمورا أيضا ( أحدها ) الاتكاء فإنه هيئة تختص بالمنعم ، والفارغ الذي لا كلفة عليه ولا تكلف لديه فإن من يكون عنده من يتكلف له يجلس له ولا يتكئ عنده ، ومن يكون في مهم لا يتفرغ للاتكاء فالهيئة دليل خير . ثم الجمع يحتمل أمرين : ( أحدهما ) أن يكون لكل واحد سرر وهو الظاهر لأن قوله { مصفوفة } يدل على أنها لواحد لأن سرر الكل لا تكون في موضع واحد مصطفة ولفظ السرير فيه حروف السرور بخلاف التخت وغيره ، وقوله { مصفوفة } دليل على أنه لمجرد العظم فإنها لو كانت متفرقة لقيل في كل موضع واحد ليتكئ عليه صاحبه إذا حضر في هذا الموضع ، وقوله تعالى : { وزوجناهم } إشارة إلى النعمة الرابعة وفيها أيضا ما يدل على كمال الحال من وجوه ( أحدها ) أنه تعالى هو المزوج وهو يتولى الطرفين يزوج عباده بأمانه ومن يكون كذلك لا يفعل إلا ما فيه راحة العباد والإماء ( ثانيها ) قال : { وزوجناهم بحور } ولم يقل وزوجناهم حورا مع أن لفظة التزويج يتعدى فعله إلى مفعولين بغير حرف يقال زوجتكها قال تعالى : { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } وذلك إشارة إلى أن المنفعة في التزويج لهم وإنما زوجوا للذتهم بالحور لا للذة الحور بهم وذلك لأن المفعول بغير حرف يعلق الفعل به كذلك التزويج تعلق بهم ثم بالحور ، لأن ذلك بمعنى جعلنا ازدواجهم بهذا الطريق وهو الحور ( ثالثها ) عدم الاقتصار على الزوجات بل وصفهن بالحسن واختار الأحسن من الأحسن ، فإن أحسن ما في صورة الآدمي وجهه وأحسن ما في الوجه العين ، ولأن الحور والعين يدلان على حسن المزاج في الأعضاء ووفرة المادة في الأرواح ، أما حسن المزاج فعلامته الحور ، وأما وفرة الروح فإن سعة العين بسبب كثرة الروح المصوبة إليها ، فإن قيل قوله { زوجناهم } ذكره بفعل ماض و{ متكئين } حال ولم يسبق ذكر فعل ماض يعطف عليه ذلك وعطف الماضي على الماضي والمستقبل على المستقبل أحسن ، نقول الجواب من وجوه اثنان لفظيان ومعنوي ( أحدها ) أن ذلك حسن في كثير من المواضع ، تقول جاء زيد ويجيء عمرا وخرج زيد ( ثانيها ) أن قوله تعالى : { إن المتقين في جنات ونعيم } تقديره أدخلناهم في جنات ، وذلك لأن الكلام على تقدير أن في اليوم الذي يدع الكافر في النار في ذلك الوقت يكون المؤمن قد أدخل مكانه ، فكأنه تعالى يقول في { يوم يدعون إلى نار جهنم } إن المتقين كائنون في جنات ( والثالث ) المعنوي وهو أنه تعالى ذكر مجزاة الحكم ، فهو في هذا اليوم زوج عباده حورا عينا ، وهن منتظرات الزفاف يوم الآزفة .

 
المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖۖ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ} (20)

20- جالسين متكئين على أرائك مصفوفة ، وزوجناهم بنساء بيض واسعات العيون حسانها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖۖ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ} (20)

( متكئين على سرر مصفوفة ) . . منسقة يجدون فيها لذة التجمع بإخوانهم في هذا النعيم : ( وزوجناهم بحور

عين ) . . وهذه تمثل أمتع ما يجول في خواطر البشر من متاع جميل .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖۖ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ} (20)

{ متكئين على سرر مصفوفة } مصطفة { وزوجناهم بحور عين } الباء لما في التزويج من معنى الوصل والإلصاق ، أو للسببية إذ المعنى صيرناهم أزواجا بسببهن ، أو لما في التزويج من معنى الإلصاق والقرن ولذلك عطف .

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖۖ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ} (20)

يظلَّون في سرور وحبور ، ونصيب من الأنْس موفور .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖۖ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ} (20)

{ على سرر مصفوفة } موضوعة على صف وخط مستو . { وزوجناهم بجور عين } قرناهم بهن [ آية 54 الدخان ص 310 ] .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مُتَّكِـِٔينَ عَلَىٰ سُرُرٖ مَّصۡفُوفَةٖۖ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ} (20)

شرح الكلمات :

{ على سرر مصفوفة } : أي بعضها إلى جنب بعض .

{ وزوجناهم بحور عين } : أي قرناهم بنساء عظام الأعين حِسانها .

المعنى :

وقوله { متكئين } أي حال كونهم وهم في نعيمهم متكئين على سرر مصفوفة قد صُف بعضها الى جنب بعض . وقوله تعالى { وزوجناهم بحور عين } أي قرناه بزوجات من الحور العين والحور جمع حوراء وهي التي يغلب بياض عينها على سوادها والْعِين جمع عَينْاء وهى الواسعة العينين . جعلنا الله ممن يُزوجّون بهن إنه كريم .