ثم نبه على أنهم مع هذا النعيم مخدومون بقوله تعالى { متكئين } أي : مستندين استناد راحة لأنهم يخدمون فلا حاجة لهم إلى الحركة { على سرر مصفوفة } أي : منصوبة واحداً إلى جنب واحد مستوية كأنها الستور على أحسن نظام وأبدعه .
ثم نبه على تمام سرورهم بالتمتع بالنساء بقوله تعالى { وزوجناهم } أي : تزويجاً يليق بما لنا من العظمة أي صيرناهم ممتعين { بحور } أي : نساؤهنّ في شدّة بياض العين وسوادها واستدارة حدقتها ورقة جفونها في غاية حسن لا توصف { عين } أي : واسعات الأعين في رونق وحسن .
تنبيه : اعلم أنه تعالى بين أسباب التنعم على الترتيب فأوّل ما يكون المسكن وهو الجنان ، ثم الأكل والشرب ثم الفرش والبسط ثم الأزواج فهذه أمور أربعة ذكرها الله تعالى على الترتيب ، وذكر في كل واحد منها ما يدل على كماله فقوله : { جنات } إشارة إلى المسكن وقال { فاكهين } إشارة إلى عدم التنغيص وعلوّ المرتبة لكونه مما آتاهم الله . وقال : { كلوا واشربوا هنيئاً } أي مأمون العاقبة وترك ذكر المأكول والمشروب دلالة على تنويعهما وكثرتهما . وقوله تعالى { بما كنتم تعملون } إشارة إلى أنه تعالى يقول : إني مع كوني ربكم وخالقكم وأدخلتكم الجنة بفضلي فلا منة لي عليكم اليوم وإنما منتي عليكم كانت في الدنيا هديتكم ووفقتكم للأعمال الصالحة كما قال تعالى { بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان } [ الحجرات : 17 ] وأمّا اليوم فلا منة عليكم لأنّ هذا إنجاز الوعد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.