روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ} (25)

{ مَا لَكُمْ لاَ تناصرون } أي لا ينصر بعضكم بعضاً ، والخطاب لهم وآلهتهم أو لهم فقط أي ما لكم لا ينصر بعضكم بعضاً كما كنتم تزعمون في الدنيا ، فقد روي أن أبا جهل قال يوم بدر : نحن جميع منتصر ، وتأخير هذا السؤال إلى ذلك الوقت لأنه وقت تنجيز العذاب وشدة الحاجة إلى النصرة وحالة انقطاع الرجال والتقريع والتوبيخ حينئذ أشد وقعاً وتأثيراً ، وقيل : السؤال عن هذا في موقف المحاسبة بعد استيفاء حسابهم والأمر بهدايتهم إلى الجحيم كأن الملائكة عليهم السلام لما أمروا بهدايتهم إلى النار وتوجيههم إليها سارعوا إلى ما أمروا به فقيل لهم قفوهم أنهم مسؤولولن ، والذي يترجح عندي أن الأمر بهدايتهم إلى الجحيم إنما هو بعد إقامة الحجة عليهم وقطع أعذارهم وذلك بعد محاسبتهم ، وعطف { *اهدوهم } [ الصافات : 23 ] على { احشروا } [ الصافات : 22 ] بالفاء إشارة إلى سرعة وقوع حسابهم ، وسؤالهم ما لكم لا تناصرون الأليق أن يكون بعد تحقق ما يقتضي التناصر وليس ذلك إلا بعد الحساب والأمر بهم إلى النار فلعل الوقف لهذا السؤال في ابتداء توجههم إلى النار والله تعالى أعلم . وقرأ عيسى { أَنَّهُمْ } بفتح الهمزة بتقدير لأنهم ، وقرأ البزي عن ابن كثير { لا } بتاءين بلا إدغام إحداهما في الأخرى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ} (25)

فيقال لهم : { مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ } أي : ما الذي جرى عليكم اليوم ؟ وما الذي طرقكم لا ينصر بعضكم بعضا ، ولا يغيث بعضكم بعضا ، بعدما كنتم تزعمون في الدنيا ، أن آلهتكم ستدفع عنكم العذاب ، وتغيثكم وتشفع لكم عند اللّه ، فكأنهم لا يجيبون هذا السؤال ، لأنهم قد علاهم الذل والصغار ، واستسلموا لعذاب النار ، وخشعوا وخضعوا وأبلسوا ، فلم ينطقوا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{مَا لَكُمۡ لَا تَنَاصَرُونَ} (25)

قوله تعالى : { ما لكم لا تناصرون } أي : لا تتناصرون ، يقال لهم توبيخاً : مالكم لا ينصر بعضكم بعضاً ؟ ، يقول لهم خزنة النار ، هذا جواب لأبي جهل حيث قال يوم بدر نحن جميع منتصر .