التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ} (76)

قوله : { قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ( 75 ) أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأقْدَمُونَ ( 76 ) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ } كان إبراهيم يخاطب قومه المشركين الضالين في شجاعة بالغة وجرأة ليس لها نظير . جرأة لم يخالطها أيما مداهنة أو لين ، إلا الصدق في القول الصريح المستبين ؛ لأن القوم لفرط زيغهم وضلالهم واستغراقهم في العمه والضلال والباطل لا تجدي معهم غير المفاصلة في القول ، والوضوح من الخطاب الصريح لكي يتدبروا ويزدجروا . فقد قال لهم إبراهيم : أرأيتم ما كنتم تعبدون من هذه الأصنام أنتم وآباؤكم الأولون من قبلكم { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ }