فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ} (76)

ولما قال هؤلاء المقلدة هذه المقالة { قَالَ } الخليل عليه السلام : { أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ } أي فهل أبصرتم ؟ أو تفكرتم وتأملتم فعلمتم ما كنتم تعبدون من هذه الأصنام التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر حتى تعلموا أنكم على ضلالة وجهالة والرؤية هنا مستعملة في معناها الأصلي ، وإليه نحا أبو السعود ، وصنيع الكازروني يقتضي أنها بمعنى أخبروني ، أي أخبروني عن حال ما كنتم تعبدون ، هل هو حقيق بالعبادة أولا ؟ وهذا استهزاء بعبدة الأصنام ، والفاء فاء السببية تفيد ان ما بعدها وهو العداوة سبب لطلب الإخبار عن حالهم ، فهي بمعنى اللام ، أي : أخبروني عن حالها لأنها عدو لي كما صرح به الرضى في قوله أخرج منها فإنك رجيم