التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

{ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ } { لِسَانَ صِدْقٍ } ، أي ثناء حسنا .

فقد سأل إبراهيم ربه الثناء وخلد المكان . وقد أجاب الله دعاءه فكل أمة من أهل الديانات السماوية تعظمه وتجله إجلالا ، وهي مشدودة إليه بحسن المودة وجليل الرباط . وعلى هذا لا بأس أن يحب المرء الثناء عليه بصالح الذكر إذا قصد بذلك وجه الله تعالى ، وليس مجرد الثناء والذكر أو حبا في الشهرة والظهور .

قال ابن العربي في أحكام القرآن : قال المحققون من شيوخ الزهد : في هذا دليل على الترغيب في العمل الصالح الذي يُكسب الثناء الحسن . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم علمه ، أو ولد صالح يدعو له " .

وقيل : سأل ربه أن يجعل من ولده من يقوم بالحق من بعده إلى يوم الدين فقُبلت الدعوة ولم تزل النبوة فيهم إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، خاتم النبيين والمرسلين .