التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلۡتُ مِنۡهُمۡ نَفۡسٗا فَأَخَافُ أَن يَقۡتُلُونِ} (33)

قوله تعالى : { قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ( 33 ) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ( 34 ) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ } .

أمر الله نبيه موسى عليه السلام أن يذهب إلى فرعون فيدعوه أن يعبد الله خالقه وخالق كل شيء ، وأن يكف عن طغيانه وتجبره وظلمه ، وأن يرعوي عما انحدر إليه من بالغ الكفران باصطناعه لنفسه الألوهية الموهومة ، لكن موسى كان يعلم حقيقة فرعون من حيث غلظته وعناده وقسوة قلبه وأنه جحود وغشوم ومستكبر . وقد خشي موسى على نفسه من فرعون أن يَفرُط عليه فيقتله . وهو قوله : { رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } خشي موسى أن يقتله فرعون وجنوده الظالمين في مقابلة القبطي الذي قتل موسى من قبل .