المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ} (30)

ذكر الله تعالى حال الطائفتين من المؤمنين والكافرين ، وقرن بينهم في الذكر ليبين الأمر في نفس السامع ، فإن الأشياء تتبين بذكر أضدادها ، و { الفوز } : هو نيل البغية .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ} (30)

الفاء لعطف المفصل على المجمل ، وهو تفصيل لما أجمل في قوله : { وترى كل أمة جاثية } [ الجاثية : 28 ] وما بينهما اعتراض .

فالكلام هنا هو متصل بقوله : { وترى كل أمة جاثية } كما دل عليه قوله : { وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم } .

وابتدىء في التفصيل بوصف حال المؤمنين مع أن المقام للحديث عن المبطلين في قوله : { يومئذٍ يخسر المبطلون } [ الجاثية : 27 ] تنويهاً بالمؤمنين وتعجيلاً لمسرتهم وتعجيلاً لمساءة المبطلين لأن وصف حال المؤمنين يُؤذن بمخالفة حال الآخَرين لحالهم .

والتعبير ب ( يدخلهم في رحمته ) شامل لما تتصوره النفس من أنواع الكرامة والنعيم إذ جعلت رحمة الله بمنزلة المكان يدخلونه .