اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَيُدۡخِلُهُمۡ رَبُّهُمۡ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡمُبِينُ} (30)

ثم بين أحوال المطيعين فقال : { فَأَمَّا الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الفوز المبين } فوصفهم بالعمل الصالح بعد وصفهم بالإيمان يدل على أن العمل الصالح مغاير للإيمان زائد عليه{[50742]} .

فصل

قالت المعتزلة : علّق الدخول في رحمة الله على كونه آتياً بالإيمان والعمل الصالح ، والمعلق على مجموع أمرين يكون عدماً عند عدم أحدهما ، فعند عدم الأعمال الصالحة يجب أن لا يحصل الفوز بالجنة !

وأُجِيبَ : بأن تعليق الحكم على الوصف لا يدل على عدم الحكم عند عدم الوصف{[50743]} .

فصل

سمى الثواب رحمة ، والرحمة إنما يصح تسميتها بهذا الاسم إذا لم ( تكن ){[50744]} واجبةً ، فوجب أن لا يكون الثوابُ واجباً على الله تعالى .


[50742]:قاله الإمام الرازي في تفسيره الكبير 27/272 و273.
[50743]:قاله الإمام الرازي في تفسيره الكبير 27/272 و273.
[50744]:ساقطة من أ الأصل.