المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ} (22)

التأكيد والتحريض وتنبيه الأنفس . وهذا موجود في تكرار الكلام ، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : «ألا هل بلغت ، ألا هل بلغت ؟ »{[10777]} . ومثل قوله : «ألا وقول الزور ، ألا وقول الزور ، ألا وقول الزور »{[10778]} . وكان صلى الله عليه وسلم إذا سلم على قوم سلم عليهم ثلاثاً ، فهذا كله نحو واحد وإن تنوع .


[10777]:تكرر ذلك في حجة الوداع، حيث قال صلى الله عليه وسلم:{يا أيها الناس، أي يوم هذا؟ قالوا: هذا يوم حرام، قال: أي بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام، قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: إن أموالكم ودماءكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ثم اعادها مرارا، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم هل بلغت، مرارا)، والحديث متفق عليه، وهذا جزء منه كما رواه أحمد.
[10778]:جاء ذلك في حديث عن الكبائر وأكبرها، وقد أخرجه مسلم في الإيمان، والترمذي في الشهادات، وأحمد في المسند(5-37)، ولفظه كما في مسلم عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ (ثلاثا)، الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور أو قول الزور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.