المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ} (20)

وقوله : { تنزع الناس } معناه : تنقلهم من مواضعهم نزعاً فتطرحهم . وروي عن مجاهد : أنها كانت تلقي الرجل على رأسه فيتفتت رأسه وعنقه وما يلي ذلك من بدنه فلذلك حسن التشبيه ب «أعجاز » النخل وذلك أن المنقعر هو الذي ينقلب من قعره . فذلك التشعث والشعب التي لأعجاز النخل ، كان يشبهها ما تقطع وتشعث من شخص الإنسان ، وقال قوم : إنما شبههم ب «أعجاز النخل » لأنهم كانوا يحفرون حفراً ليمتنعوا فيها من الريح ، فكأنه شبه تلك الحفر بعد النزع بحفر أعجاز النخل ، والنخل يذكّر ويؤنث فلذلك قال هنا : { منقعر } وفي غير هذه السورة :

{ خاوية }{[10776]} [ الحاقة : 7 ] والكاف في قوله : { كأنهم أعجاز } في موضع الحال ، قاله الزجاج ، وما روي من خبر الخلجان وغيره وقوتهم ضعيف كله ، وفائدة تكرار قوله : { فكيف كان عذابي ونذر } .


[10776]:في قوله تعالى في الآية(7) من سورة (الحاقة):{فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية}.