المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{۞كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ فَكَذَّبُواْ عَبۡدَنَا وَقَالُواْ مَجۡنُونٞ وَٱزۡدُجِرَ} (9)

سوق هذه القصة وعيد لقريش وضرب مثل لهم ، وقوله : { وازدجر } إخبار من الله أنهم زجروا نوحاً بالسب والنجه{[10763]} والتخويف ، قاله ابن زيد وقرأ : { لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين }{[10764]} [ الشعراء : 116 ] ، وذهب مجاهد إلى أن { وازدجر } من كلام { قوم نوح } ، كأنهم قالوا { مجنون وازدجر } ، والمعنى : استطير جنوناً واستعر جنوناً ، وهذا قول فيه تعسف وتحكم .


[10763]:يقال: نجه فلانا نهجا: رده ردا قبيحا.
[10764]:من الآية(116) من سورة (الشعراء).