معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

قوله تعالى : { وإذا رأوا آيةً يستخرون } أي إذا رأوا حجة من حجج الله عليهم ودلالة على نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يسخرون منها ويستهزئون بها .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

و{ إذَا رَأوْا ءَايَةً } أي خارق عادة أظهره الرسول صلى الله عليه وسلم دالاً على صدقه لأن الله تعالى لا يغير نظام خلقته في هذا العالم إلا إذا أراد تصديق الرسول لأن خرق العادة من خالق العادات وناظم سنن الأكوان قائم مقام قوله : صدق هذا الرسول فيما أخبر به عني . وقد رأوا انشقاق القمر ، فقالوا : هذا سحر ، قال تعالى : { اقتربت الساعة وانشقّ القمر وإن يروا آية يُعرِضوا ويقولوا سحر مستمر } [ القمر : 1 ، 2 ] .

و { يَسْتَسْخِرُونَ } مبالغة في السخرية فالسين والتاء للمبالغة كقوله : { فاستجاب لهم ربهم } [ آل عمران : 195 ] وقوله : { فاستمسِك بالذي أوحي إليك } [ الزخرف : 43 ] .

والسخرية المذكورة في قوله : { ويسخرون } سخرية من محاجّة النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بالأدلة . والسخرية المذكورة هنا سخرية من ظهور الآيات المعجزات ، أي يزيدون في السخرية بمن ظنّ منهم أن ظهور المعجزات يحول بهم عن كفرهم ، ألا ترى أنهم قالوا : { إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها } [ الفرقان : 42 ] .