البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

{ وإذا ذكروا } ووعظوا ، { لا يذكرون } ، ولا يتعظون .

وذكر جناح بن حبيش : ذكروا ، بتخفيف الكاف .

روي " أن ركانة رجلاً من المشركين من أهل مكة ، لقيه الرسول في جبل خال يرعى غنماً له ، وكان من أقوى الناس ، فقال له : «يا ركانة ، أرأيت إن صرعتك أتؤمن بي » ؟ قال : نعم ، فصرعه ثلاثاً ، ثم عرض عليه آيات من دعاء شجرة وإقبالها ، فلم يؤمن ، وجاء إلى مكة فقال : يا بني هاشم ، ساحروا بصاحبكم أهل الأرض " ، فنزلت فيه وفي نظرائه : { وإذا رأوا آية يستسخرون } .

قال مجاهد ، وقتادة : يسخرون ، يكون استفعل بمعنى المجرد .

وقيل : فيه معنى الطلب ، أي يطلبون أن يكونوا ممن يسخرون .

وقال الزمخشري : يبالغون في السخرية ، أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها .