الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذَا رَأَوۡاْ ءَايَةٗ يَسۡتَسۡخِرُونَ} (14)

وقوله : { وَإِذَا رَأَوْاْ آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ } يريدُ بالآية : العلامةَ والدلالة ، ورُوِيَ أنَّها نزلتْ في رُكَانة وَهُوَ رَجُلٌ من المشركينَ مِن أهلِ مكةَ ؛ لقيَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جَبَلٍ خَالٍ وهُوَ يرعى غَنَماً له ؛ وكانَ أقوى أهْلِ زَمانِه ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " يَا رُكَانَةُ أَرَأَيْتَ إنْ صَرَعْتُكَ ؛ أَتُؤْمِنُ بِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثاً ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَيْهِ آيَاتٍ مِنْ دُعَاءِ شَجَرَةٍ وإقْبَالَهَا ، ونَحْوَ ذَلك مما اخْتَلَفَتْ فيه ألفاظُ الحديثِ ، فَلَمَّا فَرَغَ ذلكَ لَم يُؤْمِنْ ، وجاءَ إلى مَكَّةَ ، فَقَالَ : يَا بني هَاشِمٍ ، سَاخِرُوا بِصَاحِبِكُمْ أَهْلَ الأرضِ ، فنزلَتْ هذه الآية فيه وفي نُظَرَائِه " . { ويَسْتَسْخِرُونَ } قال مجاهد وقتادة : معناه : يَسْخَرُونَ .