معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰٓ} (11)

وكرر هذه اللفظة للتأكيد :{ أرأيت إن كان على الهدى } يعني : العبد المنهي ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰٓ} (11)

تعجيب آخر من حالٍ مفروض وقوعُه ، أي أتظنه ينهى أيضاً عبداً مُتمكناً من الهدى فتَعْجَبَ من نهيه . والتقدير : أرأيته إن كان العبد على الهدى أينهاه عن الهدى ، أو إن كان العبد آمراً بالتقوى أينهاه عن ذلك .

والمعنى : أن ذلك هو الظن به فيعجّب المخاطب من ذلك لأن من ينهى عن الصلاة وهي قربةٌ إلى الله فقد نهى عن الهدى ، ويوشك أن ينهى عن أن يأمر أحدٌ بالتقوى .

وجواب الشرط محذوف وأتى بحرف الشرط الذي الغالب فيه عدم الجزم بوقوع فعل الشرط مُجاراة لحال الذي ينهى عبداً .

والرؤية هنا علمية ، وحُذف مفعولا فعل الرؤية اختصاراً لدلالة { الذي ينهى } [ العلق : 9 ] على المفعول الأول ودلالة { ينهى } على المفعول الثاني في الجملة قبلها .

و { على } للاستعلاء المجازي وهو شدّة التمكن من الهُدى بحيث يشبه تمكنَ المستعلِي على المكان كما تقدم في قوله تعالى : { أولئك على هدى من ربهم } [ لقمان : 5 ] .

فالضميرَانِ المستتَران في فعلَي { كان على الهدى أو أمر بالتقوى } عائدان إلى { عبداً } وإن كانت الضمائر الحافّة به عائدة إلى { الذي ينهى عبداً إذا صلى } [ العلق : 9 ، 10 ] فإن السياق يرد كل ضمير إلى معاده كما في قول عباس بن مرداس :

عُدنا ولولا نَحْنُ أحدقَ جمعُهم *** بالمسلمين وأحرَزوا ما جَمَّعوا

والمفعول الثاني لفعل « رأيتَ » محذوف دل عليه قوله : { ألم يعلم بأن الله يرى } [ العلق : 14 ] أو دل عليه قوله : { ينهى } المتقدم . والتقدير : أرأيته .

وجواب : { إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } محذوف تقديره : أينهاه أيضاً .

وفُصِلت جملة : { أرأيت إن كان على الهدى } لوقوعها موقع التكرير لأن فيها تكريرَ التَّعجيب من أحوال عديدة لشخص واحد .